قال الرئيس السوري بشار الأسد إن نجاح الحملة العسكرية التي تشنها روسيا وسوريا وحلفاؤهما ضرورية لإنقاذ الشرق الأوسط من التدمير. يأتي ذلك بعد يوم من اعلان موسكو إنها ستزيد ضرباتها الجوية ضد أهداف داعش في مختلف أنحاء سوريا.
وتابع أن حملة الضربات الجوية الغربية والعربية على أهداف تابعة للدولة الإسلامية في العراق وسوريا “لم تحقق أهدافها” مضيفا “بعد عام وبضعة أشهر لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب نرى نتائج معاكسة فالارهاب توسع برقعته الجغرافية وبزيادة الملتحقين به.” وأشار إلى أن تحالفا يضم سوريا وروسيا وإيران والعراق بمقدوره أن يحقق نتائج حقيقية.
وتابع في مقابلة مع التلفزيون الإيراني أذيعت اليوم الأحد أن تحالفا كهذا “يجب أن يكتب له النجاح وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها” وليس دولة أو دولتين.
وكان يتحدث بعد أيام من قصف طائرات روسية متمركزة في غرب سوريا أهدافا تقول موسكو إنها قواعد لتنظيم الدولة الإسلامية ولكن خصوم الأسد يقولون إنها قصفت بشكل غير متناسب مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من الغرب.
وتقول الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إن التدخل الروسي هدفه دعم الأسد بعد التقدم الذي أحرزته المعارضة في الآونة الأخيرة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “إنهم يدعمون السفاح الأسد. وهذا خطأ كبير بالنسبة لهم وللعالم.”
وقالت روسيا يوم الأحد إن طائراتها نفذت 20 طلعة جوية في سوريا وضربت عشرة أهداف تابعة للتنظيم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبين الأهداف معسكر للتدريب ومصنع للأحزمة الناسفة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “تمكنا من تعطيل نظام التحكم الخاص بهم. وخطوط الإمداد الخاصة بالتنظيم الإرهابي وألحقنا أضرارا كبيرة في البنى التحتية المستخدمة في التجهيز لأعمال إرهاب.”
قال الأسد إن الضربات الجوية التي تشنها الطائرات السورية التي انضمت لها روسيا الآن أحدثت تأثيرا أكبر من كل ما حققته الحملة التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والغربيون الذين اتهمهم الأسد بالنفاق لدعمهم جماعات المعارضة المسلحة في سوريا.
وأضاف “لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحة الإرهاب.. هذه حقيقة التحالف الذي نراه.. لذلك بعد عام وبضعة أشهر لا نرى أي نتائج.. على العكس.. نرى نتائج معاكسة.. نرى أن الإرهاب توسع.. توسع برقعة جغرافية.. بزيادة المتطوعين أو الملتحقين بتلك التنظيمات الإرهابية.”
كان الصراع السوري قد بدأ باحتجاجات على حكم الأسد في أوائل عام 2011 أخمدته قوات الأمن ثم تحول الى عنف انضم اليه مؤيدون ومعارضون للرئيس السوري بالمنطقة.
ولم تؤت جهود البحث عن حل سياسي للحرب الأهلية ثمارا حتى الآن اذ تطالب معظم جماعات المعارضة المسلحة برحيل الأسد كشرط مسبق لإجراء محادثات. وتقول الدول الغربية إنه يجب أن يتنحى الأسد وإن كانت بعضها خففت من حدة موقفها وتقول إنه يمكن أن يكون له دور ما في فترة انتقالية.
وقال الأسد “بالنسبة لتصريحاتهم الأخيرة حول المرحلة الانتقالية أو غيرها أنا أقول كلاما واضحا بأنه ليس لأي مسؤول أجنبي أن يحدد مستقبل سورية.. مستقبل النظام السياسي.. من هم الأشخاص الذين يحكمون أو غيرهم.. هذا قرار الشعب السوري.. لذلك كل هذه التصريحات لا تعنينا.”
المصدر: رويترز