زادت مشكلة تصاعد الكربون في الغلاف الجوي تعقيدًا بإكتشاف علماء أمريكيين أمرًا مفاجئًا عجيبًا لمصدر الكربون يشكل تهديداً جديدًا للمناخ، وفقًا لمجلة “نيتشر جيوساينس” المتخصصة في علوم الأرض.
ويأتي الإعلان عن هذا الإكتشاف متواكبًا مع ما أكدته ” منظمة الأرصاد الجوية العالمية” من مؤشرات يلبية تدل على تصاعد نسب ثاني أكسيد الكربون في الجو، على الرغم من كل الجهود المبذولة عالميًا لكبح هذا التصاعد، وقد أعلنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة من مقرها في جنييف أن نسبة وجود الغاز في الهواء قد تخطت للمرة الأولى الرقم (400 جزء في المليون) في إبريل الماضي في نصف العالم الشمالي، مما يزيد من حدة التسخين المناخي، وذلك وفقًا لما سجلته محطات الرصد الجوي – البيئي.
المفترض أن ذلك التصاعد جاء نتيجة تزايد حرق الوقود، لكن الإكتشاف الذي نشرته “نيتشر جيوسايني” يخرج تمامًا عن هذا الإطار، إذ إكتشف باحثون في “جامعة ويسكونسين-ماديسون الأمريكية” أن كميات هائلة من الكربون المختزن طبيعيًا تحت الأرض تأخذ طريقها إلى الغلاف الجوي بأكثر بكثير جداً مما كان متوقعًا ومقدرًا من قبل، وهو أمر يستحيل على الإنسان التعامل معه أو الحد من آثاره المناخية الحتمية.
ومع هذا، فإن للنشاط البشري ضلعًا في الأمر، فإنة وإن كان الكربون المتصاعد من ذلك المصدر يوجد بصورة طبيعية لا دخل للبشر فيها، فإن أنشط من قبيل التعدين وتجريف التربة وشق الطرق هو الذي يفتح السبيل للكربون المختزن، ليخرج وليتحول إلى ثاني أكسيد الكربون.
وكان علماء متخصصون في الجيوكيمياء (علم الكيمياء الأرضية) قد قامو بالحفر إلى عمق 6أمتار في منطقة ذات تكوين خاص في أراضي ولاية “نبراسكا” الأمريكية، فعثروا على رواسب غنية بالكربون على نحو يسمح له بالخروج إذا إتيحت له الظروف.
ويقدر هؤلاء العلماء أن تلك الرواسب تكونت عل سطح الأرض منذ فترة تتراوح بين 73 ألف و 15ألف سنة، ثم طمرتها الرواسب إلى ذلك العمق منذ 10 ألاف سنة.
ويرى باحثون “جامعة ويسكونسين-ماديسون الأمريكية” أن المنطقة التي جرى فيها الإكتشاف مجرد عينة يوجد أمثالها عبر العالم كلة كثيرًا جدا.
كما يرون أيضًا أن تسرب الميكروبات أو المواد المستعملة في تغذية النبات لأغراض الزراعة يمكن أن يجعلها تتفاعل مع الكربون المختزن، ليتصاعد غاز ثاني أكسيد الكربون من تحت الأرض، منطلقًا إلىالغلاف الجوي، ليزيد إحتراه.
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل