استأنفت الكتائب الليبية المتنازعة في جنوب العاصمة الليبية طرابلس اليوم الخميس القتال والقصف العنيف سعيا للسيطرة على المطار الرئيسي في المدينة في واحدة من أسوا جولات القتال في البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
وترددت أصداء انفجارات القذائف المدفعية والمدافع المضادة للطائرات في طرابلس منذ الصباح الباكر يوم الخميس بعد يوم على موافقة الفصائل على هدنة تسمح لرجال الاطفاء باخماد حريق اندلع في أحد مخازن الوقود جراء إصابة أحد الخزانات بصاروخ.
ولم تتمكن الحكومة المركزية الهشة في ليبيا وجيشها الحديث النشأة بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بحكم القذافي من فرض سيطرتها على الكتائب المسلحة للثوار السابقين الذين باتوا صناع القرار السياسي في البلاد.
وينحصر معظم القتال بجنوب طرابلس حيث تتبادل الفصائل المتنازعة صواريخ جراد وقذائف المدفعية ونيران المدافع بين المطار الذي تسيطر عليه كتائب مقاتلي الزنتان والجيوب التي يسيطر عليها خصومهم كتائب مقاتلي مصراتة.
وقال سكان محليون وضباط في الجيش إن تحالفا من المقاتلين الاسلاميين والثوار السابقين هجموا على قاعدة للقوات الخاصة في شرق بنغازي وأجبروا الجيش على التراجع.
وقال السكان إن لا وجود ملحوظ للجيش أو الشرطة في المدينة يوم الخميس بعد يومين على قيام مقاتلين ينتمون لجماعة أنصار الشريعة وائتلاف الثوار السابقين المعروف بمجلس شورى بنغازي ي بالاستيلاء على قاعدة رئيسية للقوات الخاصة.
وقالت وزارة الصحة الليبية إن حوالي 179 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 741 جراء المواجهات الدامية بمحيط العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها ومدينة بنغازي منذ الأسبوع الماضي حتى ليلة أمس.
وذكرت وزارة الصحة الليبية – في بيان مقتضب مساء اليوم الخميس – أن عدد ضحايا الاشتباكات خلال الأسبوع الأخير من الأزمة الحالية حتى أمس بالعاصمة طرابلس بلغ 102 قتيل و 452 جريحا ، أما ضحايا مدينة بنغازي بلغ عدد القتلى 77 و289 جريحا.
ويتعرض مطار طرابلس الدولي منذ أكثر من أسبوعين، إلى اشتباكات مسلحة عنيفة بين ثوار الزنتان الذين يسيطرون عليه وقوات غرفة عمليات ثوار ليبيا وبعض من ثوار مصراتة ومدن الغرب الليبي ، في محاولة لإخراج الزنتان من المطار الذي يقومون بتأمينه منذ تحرير طرابلس في أغسطس 2011.
المصدر: رويترز/ وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)