“انترنت الأشياء” يزحف، وبسرعة ..
“انترنت الأشياء” يعني – ببساطة – أن تتصل “الأشياء” ببعضها مباشرة عبر الشبكة العنكبوتية من دون تدخل.
“الأشياء” يقصد بها الأجهزة والنظم بمختلف أنواعها ..
ومن ذلك: الشبكات الكهربائية.
فهل يمكن التدخل عبر الانترنت في عمل هذه الشبكات لعرقلة، أو لوقفه تماما ؟
من ناحية المبدأ : طبعا ممكن.
إذن فما العمل ؟
تفيد مؤسسة استشارات أمن المعلومات الأمريكية “أتيبلا بس” بأن جهودا كبيرة تبذل الآن لتأمين شبكات الكهرباء، في ظل حقيقة وجود “انترنت الأشياء”، لكن هذه الجهود تقلص احتمالات الخطر فقط، وتوضح المؤسسة الكائنة في مدينة “سان دييجو” أن تلك الحقيقة ينظر إليها من خلال حقيقة أوسع نطاقا: هي أن نظم المعلومات والاتصالات والتحكم بصفة عامة قابلة للاختراق و”للتدخل الشرير” في تشغيلها حتى من قبل “انترنت الأشياء”، الذي جاء ليزيد الأمور تعقيدا.
أما “معهد بحوث القوى الكهربائية” فيؤكد أنه توجد بالفعل “دودة كومبيوترية” اسمها “ستوكنت” يمكن تسخيرها للتدخل الهدام في عمل الشبكات الكهربائية، ويوضح المعهد الكائن في مدينة “بالو ألتو” في “كاليفورنيا” أن جل اهتمام الباحثين والمطورين في مجال الشبكات الكهربائية ظل منصبا على رفع كفاءتها وجعلها آمنة مع المحيطين بها والمتعاملين معها، وكان هذا طبيعيا فيما مضى : أما الآن فإن جهدا مساويا – إن لم يكن أكبر – يتعين بذله لوقاية الشبكات من عرقلة عملها، أو حتى انهيارها التام، من جراء تدخلات معلوماتية شريرة.
من أهم ماتم إحرازه بالفعل في هذا الصدد: ما قام به مركز البحوث الأمريكي “إيداهو ناشيونال لابوراتوري”، الذي صمم اختبارا رائدا أسماه “أورورا جنراتورتيست”، هذا الاختبار يقوم بمحاكاة كومبيوترية لهجمات معلوماتية توجه إلى سنبكة كهربائية افتراضية، كما يقوم بمحاكات سبل التعامل معها ومواجهتها، وحتى الآن: اتضح أن التعامل والمواجهة مع ذلك الخطر في حيز الممكن .. لكن الخطر يظل موجودا بالقطع.
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل