أغلقت صناديق الاقتراع في إقليم كردستان العراق الاثنين بعد تمديد التصويت في استفتاء تقرير المصير ساعة إضافية واحدة. لتبدأ عملية فرز الأصوات.
وكانت السلطات المحلية في مدينة كركوك قد فرضت حظرا للتجول في الأحياء العربية والتركمانية ووسط المدينة، وقال ضابط في الشرطة إن الهدف من هذه الخطوة “ضبط الأمن بأمر من المحافظ وقائد الشرطة”.
وجرى التصويت في أجواء من التوتر في العلاقة بين الحكومة العراقية المركزية في بغداد وحكومة الإقليم التي أصرت على إجراء الاستفتاء رغم قرار المحكمة الاتحادية العليا بمنع إجرائه، وتهديد دول إقليمية باتخاذ إجراءات عقابية ضد الإقليم.
وكان البرلمان العراقي قد ألزم رئيس الوزراء حيدر العبادي بنشر قوات عراقية في المناطق المتنازع عليها مع الأكراد منذ عام 2003، وإعادة السيطرة على الحقول النفطية هناك.
قالت قناة رووداو التلفزيونية ومقرها في أربيل نقلا عن المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء الاثنين إن نسبة الإقبال على التصويت في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق وصلت إلى 76 في المئة.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في الإقليم تمديد فترة التصويت لساعة إضافية واحدة.
ويتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء الذي تشارك فيه أيضا محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وكردستان بعد 24 ساعة من إقفال مراكز الاقتراع.
وأدلى رئيس الإقليم مسعود بارزاني بصوته في ساعة مبكرة من الصباح في أربيل، وبدا مبتسما وهو يرتدي الزي الكردي.
وتتم عملية التصويت في وقت صوت فيه البرلمان العراقي على عدة إجراءات ضد الإقليم، منها إعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها مع الأكراد.
فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستغلق قريبا الحدود البرية مع كردستان، وهدد بوقف صادراته النفطية عبر تركيا.
ويقدر عدد الذين يحقهم لهم التصويت بنحو خمسة ملايين و375 ألف ناخب، في محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك)، إضافة إلى مناطق في نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين (المناطق المتنازع عليها بين حكومة المركز والإقليم).
وقالت لجنة الانتخابات في الإقليم إن عشرات من المنظمات المحلية المعنية بمراقبة الانتخابات تابعت الاستفتاء، فضلا عن مئات من المراقبين الدوليين الذين قدموا لهذا الغرض. ورفضت الأمم المتحدة إرسال مراقبين قائلة إنها لا تعترف به.
في مؤتمر صحافي عقده الأحد في أربيل، قال رئيس الإقليم مسعود بارزاني إن “الشراكة مع بغداد فشلت ولن نكررها. لقد توصلنا إلى قناعة بأن الاستقلال سيتيح عدم تكرار مآسي الماضي”.
وأضاف “توصلنا إلى قناعة بأن أيا كان ثمن الاستفتاء فهو أهون من انتظار مصير أسود”.
وسبق لبارزاني أن أشار إلى أن فوز معسكر الـ”نعم” في الاستفتاء لا يعني اعلان الاستقلال، بل بداية “محادثات جدية” مع بغداد لحل المشاكل العالقة وبينها مسألة الحدود والمناطق المتنازع عليها.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المقابل الأحد أن حكومته لن تعترف باستفتاء استقلال كردستان.
وقال في خطاب موجه إلى الشعب إن “التفرد بقرار يمس وحدة العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة، هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين، ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه، وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين”.