يبشر “المعهد الدولي لبحوث الأرز” بأصناف جديدة من الأرز: تتحدى كل الظروف الصعبة التي تزرع فيها، وتضيف موردا مهما لإطعام الملايين المتزايدة من الأفواه التي تطلب الطعام،ويؤكد أن هذه الأصناف تعد بالعشرات.
ينتشر على الألسنة تعبير “الثورة الخضراء” من ون أن يعلم الكثيرون أصله: فقد ظهر هذا التعبير كناية عن التقدم الثوري الذي أحرزه العلماء في زراعة الأرز في أسيا في أوائل ستينات القرن الماضي باستنباط أصناف عالية الانتاجية منه، حالت دون وقوع المجاعات التي كانت تشهدها بعض مناطق القارة – خصوصا الهند – التي يشكل الأرز فيها الغذاء الأول.. فضلا عن كونه من مصادر الغذاء الرئيسية عالميا، وبعد ذلك تجاوز استعمال التعبير “الثورة الخضراء” نطاقه الأصلي.. ليصبح كناية عن كل التطورات الزراعية الكبرى.
الآن يؤكد المعهد الذي يتخذ من الفليبينين مقرا له أننا على أعتاب “الثورة الخضراء الثانية”، التي تأتي والأفواه المطالبة بالطعام أكثر بكثير جدا منها منذ نحو 50 عاما مضت.
يفيد المعهد بأن جيلا جديدا من أصناف الأرز المتطورة أطلق عليه عموما “صب1” يتضمن أصنافا تقاوم ظروفا صعبة شتى: تترواح بين ظروف الجفاف وظروف الإغراق بالفيضانات، ومنها مايقاوم ظروف الملوحة الزائدة، كما أن منها ما يحقق معدلات نمو سريعة جدا.
في الهند والصين: ركز الباحثون على رفع إنتاجية محاصيل الأرز، أما اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية – الأقل اعتمادا نسبيا على الأرز – فهم يركزون على تعديل الخواص الغذائية له: مثل خفض السمنة المترتبة على استمرار تناوله، وأيضا على تحسين الشروط البيئية لزراعته.
المشهور أن أسيا “قارةالأرز” دون منازع :ذلك أن 90% من زراعاته توجد فيها، لكن المعهد يرصد النمو الهائل لزراعاته في أفريقيا: وهو يؤكد أن اعتماد الأفارقة على الأرز ينمو بمعدل 20 % سنويا، وحاليا يشكل الذرة المصدر الأول للسعرات الحرارية في أفريقيا: لكن المعهد يتوقع أن يحل الأرز محله في غضون 20 عاما.
هناك قاعدة تقول بأنه كلما زاد سكان العالم بليون نسمة: فيتعين أن يزيد إنتاج الأرز العالمي 100 مليون طن سنويا، وتبعا لهذا: فينبغي أن يصل الإنتاج 500 مليون طن سنة 2020، وهو الآن أقل من 450 مليون طن، وأن يصل 555 مليون طن سنة 2035.
إن 3.5 بليون نسمة يعتمدون على الأرز في غذائهم، وهو رقم في تزايد مستمر: والأمل معقود على “الثورة الخضراء الثانية” في تحقيق زيادة موازية في إنتاج الأرز.
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل