قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف ، إن انتهاك القانون الدولي الإنساني في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة “يكاد يحدث في كل دقيقة عشرات المرات”.
ويحذر المرصد في تقاريره اليومية عن تطورات عدوان غزة ، من أن إحصاءات ضحايا العدوان تزداد بشكل هائل يوميا ، وأن أعداد الشهداء في ازدياد فيما المنازل التي تدمر في تصاعد.
وشدد المرصد على أن ذلك “يستدعي من المجتمع الدولي ، لا سيما مجلس الأمن ، والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، إلى المسارعة في الضغط الفاعل على الأطراف المختلفة بما يؤدي إلى وقف الحرب ، أو على الأقل ، تجنيب المدنيين لويلاتها الكارثية”.
ورحب المرصد بقرار مجلس حقوق الإنسان تشكيل لجنة خبراء قانونيين لبدء تحقيق دولي في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خصوصا ضد المدنيين الفلسطينيين العزل.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه المرصد إن غزة تشهد كارثة إنسانية متواصلة ، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء المأساة التي يعانيها المدنيون في القطاع وتتوسع دائرتها شيئاً فشيئاً بشكل كارثي.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يكثف هجماته على بلدات قطاع غزة بلدةً فبلدة ، فبعد الهجوم العشوائي على بلدة “الشجاعية” ، قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة بلدة “خزاعة” شرق مدينة “خان يونس” ، والتي تعد النقطة الأقرب للحدود الإسرائيلية .
وأشار المرصد إلى أن قوات الاحتلال شنت على بلدة خزاعة هجوما من البحر والجو والبر ، حيث بدأ الهجوم باستهداف أراضٍ فارغة على طول حدود البلدة من كافة جهاتها ، وتلا ذلك قصف عشوائي وإطلاق نار على مداخل البلدة والشوارع الموصلة إليها ما أدى إلى قطعها عن البلدات المجاورة ومحاصرتها.
وبعد ذلك دخلت آليات الاحتلال إلى مداخل البلدة وتم اقتحام عدد من منازل المواطنين واتخاذها كنقاط للمراقبة وانطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية منها بعد حشر السكان في إحدى غرف المنزل.
وأضاف الأورومتوسطي أن مواطنين من البلدة أفادوا أن قناصة الجيش الإسرائيلي الذين اعتلوا أسطح المنازل داخل البلدة كانوا يطلقون النار تجاه كل شيء متحرك ، كما قامت الطائرات بقصف العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها ما أدى إلى تدمير أكثر من ثلثي البلدة ووقوع عشرات الشهداء والمصابين ، دون أن تتمكن الطواقم الطبية من الدخول لإسعافهم بسبب منع الاحتلال لأي كان من التحرك داخل البلدة.
وأفاد شهود عيان أن قناصة من الجيش الإسرائيلي أطلقوا النار تجاه مدنيين بما فيهم نساء وأطفال كانوا يحاولوا الخروج من البلدة .. فيما توالت مناشدات السكان لإجلائهم في ظل القصف المدفعي المتواصل على منازلهم.
وقال الأورومتوسطي إن وزارة الصحة لم تتمكن حتى الآن من إحصاء العدد الكلي للشهداء والجرحى داخل البلدة نتيجة القصف وإطلاق النار العشوائي فيها ، غير أن الطواقم الطبية ذكرت أنها أحصت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم نحو 26 شهيدا بينهم عدد كبير من المدنيين ، فيما أكد شهود عيان وجود جثث أخرى تحت الأنقاض لم تصل إليها الطواقم الطبية.
ونوه المرصد إلى أن العديد من المواطنين شكوا من تباطؤ طواقم الصليب الأحمر في العمل على مساعدتهم ، وذكر بعضهم أن طواقم الصليب كانت لا تستجيب لاتصالاتهم في كثير من الأحيان.
من جانب آخر , ذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) أن الحرب في قطاع غزة شهدت خلال يومين مضيا استشهاد طفل فلسطيني كل ساعة ، واستخراج 120 فلسطينيا من بينهم 25 طفلاً و15 سيدة لقوا مصرعهم .. بينما ارتفعت أعداد المصابين إلى 4620 فلسطينيا ، في وقت قاربت فيه حصيلة الضحايا الـ 736 شهيدا في غزة بسبب العدوان الاسرائيلي.
وأضاف التقرير أن التكدس الكبير في الملاجئ يثير القلق ، حيث استمر تدفق النازحين الذين بلغ عددهم أكثر من 117 ألف نازح لجأوا إلى 80 مدرسة تابعة للأونروا ، بالإضافة إلى عدة آلاف أخرى في المدارس الحكومية.
وأعرب التقرير عن القلق من القدرة على الوصول إلى عدد كبير من الملاجئ للنازحين داخليا ومنازل في شمال غزة بسبب القتال الضاري.. مضيفاً أن السلطات الإسرائيلية رفضت طلبًا بهدنة إنسانية.
وأوضح أن أكثر من 120 ألف فلسطيني هربوا من منازلهم التي تمثل 44 في المائة من مساحة قطاع غزة منذ بداية الأزمة الحالية، والتي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها “منطقة عازلة” .. لافتاً إلى استمرار تعرض البنية التحتية والخدمات للغارات والتي لحق بها الدمار من بينها المنشآت الصحية وسيارات الإسعاف.
وأشار التقرير إلى استهداف غارة إسرائيلية مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، مما نتج عنه تدمير طابقين ومقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 40 آخرين، كما تم استهداف 18 منشأة صحية على الأقل منذ بداية الأزمة الحالية.
كما أعرب عن القلق المتزايد من توفير إمدادات الكهرباء ، حيث أشارت التقارير المبدئية إلى استهداف الغارات لمحطة كهرباء غزة وليس من الواضح حتى الآن حجم الدمار الذى لحق بها.
وأوضح أنه تم إصلاح خطين من 10 خطوط تغذية للكهرباء من الجانب الفلسطيني في 3 أيام الماضية، ولم يتم إحراز تقدم في إصلاح الخطوط من الجانب الإسرائيل، مما نتج عنه أن إمداد غالبية المنازل بالكهرباء يستمر لمدة 4 ساعات فقط ، كما لحق الدمار بنظام الكهرباء، بالإضافة لنقص الوقود الذي يشغل المولدات الكهربائية.
وأضاف تقرير(أوتشا) أن حوالي 2ر1 مليون لا يحصلون تقريبا على خدمات المياه والصرف الصحي ، بالإضافة إلى عدم تشغيل 15 بئرا و6 محطات للصرف الصحي طبقا لما أعلنت عنه بلدية غزة ..بينما تعانى مناطق أخرى من غمر مياه الصرف الصحى خاصة في بيت حانون وبيت لاهيا مما يشكل مخاطر صحية.
وذكر التقرير أن وكالة الأونروا سلمت 40 ألف طن من الوقود لمحطات المياه والصرف الصحي منذ يومين، فضلا عن توفير صهاريج المياه للنازحين في ملاجئ الأونروا ..مضيفا أن بلدية غزة استأنفت إعادة تشغيل 3 آبار بعد حصولها على الوقود.
ولفت التقرير إلى الحاجة إلى مساعدات نقدية تبلغ نحو 13 مليون دولار من أجل السماح لحوالي 2665 أسرة نازحة لتغطية تكاليف الإيجار والمصروفات الضرورية.. موضحا أن 90 مدرسة تعرضت للتدمير بسبب قربها من المواقع المستهدفة من الغارات وتحتاج إلى إصلاح.