قال العشرات من العمال العائدين من جحيم ليبيا، بقرية الهردة، التابعة لمركز مطوبس، وكانوا يقيمون بمدينة سرت الليبية، إنهم تركوا كل متعلقاتهم بليبيا وهربوا بأرواحهم، بعد أن شاهدوا ذبح الـ21 مصريا على يد تنظيم داعش الإرهابى. وأضافوا، أن القوات المسلحة المصرية ثأرت لهم بضرب مواقع داعش الإرهابية بالطيران.
وأوضحوا، أنهم خافوا على أنفسهم وفروا هاربين براً من ليبيا، إلا أن بلطجية داعش تعرضوا لهم بالطريق وقاموا بضربهم بدباشك الأسلحة الآلية، وسبوهم والمسؤولين المصريين، وأخذوا كل متعلقاتهم من أموال وتركوهم، وأنهم عادوا لمصر دون أي أموال أو أغراض.
و قال محمد عبدالعزيز أحد العائدين : «أنا كنت متواجداً بليبيا منذ عدة سنوات، وأرجع إلى مصر كل 4 شهور، وكنت أعمل (نجار مسلح) بمدينة سرت الليبية، ولى (عدة شغل) تتجاوز 200 ألف جنيه مصرى، إلى أن فوجئنا ببلطجية داعش تذبح 21 مصريا، الأمر الذي أصابنا والعديد من الليبيين بالذعر والفزع حتى الليبيين أنفسهم كانوا يرفضون ذلك».
وأضاف: «بعد أن قامت القوات المسلحة المصرية بضرب قواعد وذخائر تنظيم داعش الإرهابى، خفنا على أنفسنا وجمعنا حوالى 12 فردا من قريتنا وعقدنا العزم على العودة لمصر برا، بعد أن ساءت معاملة أنصار الشريعة لنا». وقاطعه عبدالجليل محمد عبدالعاطى الحداد، أحد العائدين قائلا: «أثناء عودتنا بالطريق في سيارة ميكروباص ليبية، وفى الطريق داخل الأراضى الليبية، فوجئنا بثلاثة أفراد ملثمين تابعين لداعش أوقفونا بالطريق ومعهم أسلحة آلية، وضربونا بمؤخرة البندقيات (الدباشك)، وأخذوا كل أموالنا ومتعلقاتنا، وسبونا وأهانونا إلى أن وصلنا جمرك السلوم».
وأضاف: «رغم ما أذيع عبر وسائل الإعلام بإعفائنا من الجمارك، فوجئنا بمعاملة بالغة السوء، حيث ضاعفوا الرسوم علينا، ورغم أننا لم يكن معنا أي أموال، بعد أن أخذها منا الإرهابيون، فوجئنا بهم يطلبون 50 جنيهاً مصرياً من كل شخص، وإلا عدم السماح لنا بالدخول للأراضى المصرية». واستطرد: «بمجرد دخولنا من بوابة معبر السلوم، فوجئنا بأن السيارة تطلب من كل فرد 250 جنيها، بدلاً من 50 جنيها، ليتم توصيلنا إلى بلدتنا، والعملية تحولت لاستغلال ظروفنا في ظل الغياب الحكومى».
وتدخل «أيمن عبدالعاطى» أحد العائدين قائلا: «أنا بأعمل في ليبيا منذ أكثر من 3 أعوام، وسرقوا كل مستحقاتى أثناء عودتنا وضربونا وأهانونا كذلك».
وأكد ذلك كل من على عبده زوين، ومحمد سعد الجزار، وقال لطفى ممدوح البدوى، أحد العائدين: «لقد أهنت في ليبيا ولم أحصل على مستحقاتى من رجل ليبى، ولى مستحقات هناك حوالى 50 ألف جنيه». وقال هانى محمد عطية مرعى، من قرية السكرى بمطوبس، إن له شقيقين مازالا في ليبيا، واتصلا به منذ يومين وأبلغاه أنهما مازالا محتجزين بمصراتة الليبية مع آخرين، ولم يتمكنا من العودة.
و كذلك محمد عبدالعظيم، أحد العائدين أيضا قال إنه أثناء عمله في مدينة «طرهوتة» الليبية التي سافر إليها للعمل قبل نحو بضعة شهور، تم استيقافه من الجماعات المسلحة، التي تنتمى إلى «فجر ليبيا»، و«أنصار الشريعة»، ليرسلوه مع نحو 30 مصريا آخرين إلى سجن وادى الربيع.
يقول «محمد»: «بعد فترة من العمل في السجن، وقبل الضربة الجوية، لقيت الإرهابيين بيقلولى تعالى عشان هتشتغل في حاجة تانية، وبعد نص ساعة، لقيت نفسى في مخزن كبير للسلاح، وكان فيه صواريخ ومسدسات ورشاشات، وتحت تهديد السلاح، بتوع فجر ليبيا قالولى اشتغل في نقل الأسلحة دى عشان لما ترجع مصر تقولهم إحنا عندنا سلاح قد إيه». يتوقف «محمد» عن المتابعة، ثم يضيف: «بعد كدا كنت بشارك في بناء غرف للسلاح، وخنادق للجنود والعساكر والإرهابيين، وللأسف أنصار الشريعة كانوا بيخلوا مصريين يشيلوا سلاح عشان يحاربوا معاهم، تحت تهديد السلاح».
بجوار أصدقائه الذين تعرف عليهم داخل سجن وادى الربيع في ليبيا، الذي قضى فيه 5 أيام بعد أن تم القبض عليه في طريقه للتوجه للحدود التونسية، جلس محمد رمضان، 26 سنة، ليقول: «أنا لما سمعت صوت ضربات الطيران، وعرفت أنها من مصر، قلت لازم نرجع بسرعة عشان ممكن بتوع فجر ليبيا يقبضوا علينا عشان يساوموا الدولة المصرية، وحسيت بالرعب بعد ضرب الجيش للإرهابيين في ليبيا، عشان كنت عارف إن ده هيخليهم يكونوا عدوانيين أكتر مع المصريين، وده اللى حصل معايا».
في طريق الخروج من ليبيا، قامت السلطات الليبية للهجرة غير الشرعية بتأمين المصريين في طريقهم إلى الحدود التونسية، عن طريق سيارتين للشرطة، وأخذت السلطات و«فجر ليبيا» إقرارات من العائدين، تثبت حسن معاملتهم، حسبما روى العائدون قبل أن تقوم السلطات المصرية باستقبال المصريين على الجانب التونسى، لتسهيل إجراءات رجوعهم لأرض الوطن .
المصدر: وكالات