أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تخوض بمفردها حالة حرب حقيقة مع الإرهاب، وحجم العمليات التى تشهدها البلاد الآن مماثل بما كان يحدث في الفترة من عام 1967، وحتي عام 1970، موضحا أن الظروف التى تمر بها مصر الآن تستدعي بالضرورة اصطفاف الدولة المصرية بكل فئاتها لمواجهة الارهاب وتحدياته.
وقال الرئيس السيسي ـ في مداخلة هاتفية مع برنامج (كل يوم) مع الإعلامي عمر أديب والمذاع على قناة ” أون إيه ” الفضائية – إن هذه المواجهه لها تكلفتها الكبيرة جدا ماديا وبشريا ورغم هذا فقد أدت المواجهات إلى تراجع معدلات العمليات الارهابية وتم ضبط ملايين الدولارات الموجهه لتمويل العمليات الإرهابية خلال الشهور الثلاث الماضية وتدمير أكثر من ألف طن من المتفجرات في سيناء.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن تكلفة مواجهة الإرهاب خلال الثلاث سنوات ونصف الماضية ليست مادية فقط، ولكن تكبد خسائر في أرواح ابطالنا من قوات الأمن والمدنيين.
وطالب الرئيس السيسي باصطاف جميع أطياف النسيج الوطني لمواجهة كل هذه التحديات، مؤكدا أن الدولة حريصة على عدم سقوط أبرياء خلال العمليات التى تتم في سيناء ضد الارهاب.
وطمأن الرئيس السيسي المصريين بالقول :” إن احصائية العمليات الإرهابية موجودة لدي الأجهزة الأمنية، موجها الشكر للمصريين الذين حافظوا على وطنهم وتنبهوا لكل ما يحاك لبلادهم من مؤامرات وإثارة الشائعات.
وفيما يلى نص حوار الرئيس السيسى :
” أنا هتكلم عن الجزء الأول وهو الخاص بالمواجهة التى تواجهها مصر وهفكر الناس .. يا مصريين بيوم 24 /7 طلبت من المصريين تفويض لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل .. والناس نزلت يوم 27 وكان فيه تفويض وكان الهدف منه أنا عايز أقول لهم أن فيه حجم تحدي كبير قوي هتشوفوه مش يوم ولا شهر ولا سنه ده في سنوات وهيبقي في التحدي ده كلفة كبيرة جدا وليست الكلفة مالية .. لكن كلفة من أولادنا .. فداء .. وأرواح .. وخسائر، ثم بعد ذلك تأتي الكلفة المالية التى تتكلفها الدولة المصرية على مدي ثلاثة أعوام ونصف .. ده فرصة إني أقول للمصريين ذلك”.
وتابع الرئيس السيسي :” إن حجم التحدي الموجود ومازال أن مصر تواجه بمفردها .. انتوا مش عارفين يا مصريين انتوا عملتوا أيه .. صحيح والله أنا بتكلم، والفاصل ما بين الرأي العادي والتناول الإعلامي العادي ،وبين تقديرات أجهزة ودولة ، فاصل كبير .. دايما التناول يبقي عن مستوى الفرد والناس وده أمر مقبول .. ولكن الأجهزة والتقديرات بتاعة الدولة بتكون في اتجاه آخر”.
واستطرد قائلا :” خليني أقول إن حجم التحدي كان كبير ليه.. لأن أنتم اختارتم يا مصريين اتجاه تاني خالص .. أنا بتكلم على الدنيا كلها في منطقتنا كانت بتتحرك في اتجاه وكان فيه تصور معين بيتنفذ، وانتوا قلتوا مش هيتنفذ عندنا في مصر.. الدولة فيها 90 مليون قالت لا إحنا مش هنعمل ده .. طب انتوا عارفين اللي انتوا بتعملوه أيه .. كان التفويض عشان كده .. اللي انتوا بتطلبوه كان مطلب خطير جدا جدا وهيترتب عليه حجم كبير جدا من الخسائر ده اللي احنا شوفناه في الـ 3 أعوام ونصف وبنشوفه دلوقتي”.
وأضاف :” نعم احنا ناجحين لغاية دلوقتي .. وفعلا المعدلات (الارهاب) تراجعت بشكل كبير .. بس أقول إنها كانت تستطيع تصمد أمام الارهاب والعنف المحتمل اللي تكلمت عليه .. وكانت المنطقة ديه مشتعلة أكثر من الذى ترونه بكثير .. حجم ضخم جهد كبير تكلفة مالية هائلة”.
وتابع الرئيس ” اجعلني أوجه للمصريين الشكر والتقدير، عارف ليه أقدم لهم الشكر والتقدير لأن المواطن المصري رغم كل اللي .. مش عارف أقولها إزاي .. الشوشرة .. الضوضاء بيشوفوا اللي أنا بتكلم فيه .. ورغم إن الإجراءات اللي اتعملت كانت قاسية للغاية إلا أن الشعب منتبه وبيحافظ على بلده.. معملناش حشد إعلامي للنقطة دي لأن المصريين لوحدهم وبوعيهم قدروا يفهموا ده وخلوا بالهم من بلدهم .. أنا حبيت اقول الكلمتين دول للمصريين”.
وقال الرئيس ” كل الدنيا عملت إجراءاتها سواء بقصد أو بدون قصد لإيصالك لـ يوم 11 / 11 عشان نخلص من الدولة ديه .. لازم نخلص مش مني أنا .. وأنا مش نظام .. أنا إنسان انتوا اخترتوه قلتوا له تعالى عدي بنا المرحلة ديه .. لكن كل الإجراءات اللي اتعملت بقول بقصد أو بدون قصد كانت تقصد توصلك أن يكون يوم 11 / 11 الدولة ديه تضيع .. المبدع أو الرائع المثير اللي إنك تتوقف قدامه وتقول أيه الحاجة .. إزاي المصريين فهموا ده .. ازاي المصريين حافظوا على بلدهم .. ومتحركوش”.
وأضاف الرئيس السيسي :” خلي بالك إحنا في حراك مستمر للضغط على الرأي العام في مصر بكل الوسائل .. بقول إن فيه بعضنا بيعمل ده من غير ما يقصد .. طب إحنا مش بنعمل معاهم إجراءات ليه .. لأن في الآخر أنا بقول ديه حالة وتجربة والمصريين عندهم قدره على الفرز .. واحنا أكثر مجتمع في منطقتنا واعي لكل شىء بيحدث مش بس في مصر بل في المنطقة والعالم” .
وردا على سؤال بشأن تأمين أولادنا في سيناء، قال الرئيس السيسي :” هناك تأمين مفيش كلام .. وقدره مفيش كلام .. لكن عمل مستمر أمر محتمل ويستمر شويه واحنا قلنا كده إن مواجهة الارهاب لن تنتهي في يوم وليلة”.
وتابع :” مواجهة الإرهاب له تكلفة كبيرة لأنك انت بتحشد موارد ضخمة جدا جدا على فرضية واحتمال .. على احتمال بسيط أن يكون فيه عملية مثلا في القاهرة عارف حجم الأجهزة التى تعمل لمواجهة الفرضية دي .. مش بس القاهرة .. لأ .. انت بتتكلم من أول اسكندرية لغاية أسوان .. بتكلم من سيناء لغاية مطروح .. شوف حجم القدرة التى يتم حشدها للمواجهه .. طب احنا في سيناء انت بتتكلم على مخطط بموارد يتم دفعها من دول وأجهزة تعمل .. انا أقول عنها (أهل الشر) وأرجو أن تتوقف كثيرا عند كلمة أهل الشر ديه”.
وأضاف الرئيس السيسي :” شوف .. أنا سوف أكشف عن حجم الأموال والمتفجرات التى تم ضبطها خلال الثلاث شهور الماضية فقط .. رقم كده بس .. أنا بتكلم عن ملايين من الجنيهات والدولارات تم ضبطها، اضافة إلى ألف طن من المتفجرات اللي تم ضبطهم وملايين الجنيهات والدولارات وعلى مدي الثلاث سنوات الماضية .. تم تدمير مخازن تحت الأرض في سيناء بها آلاف الأطنان من المتفجرات تم حشدها على مدي سنوات طويلة .. يا مصريين”.
وتابع الرئيس السيسي :” أن تداول المعلومات والبيانات أمر في منتهي الأهمية اللي أنك تنظر إلى النسق الذى يتناول هذه المعلومات، ولابد أن تقبلوا ده مني دلوقتي .. لكن على كل حال أنا بشوف أنكم مدركين .. والرأي العام بشوفه والناس من غير حد ما يقول لها هي عارفه .. شوفوا الرسالة التى أكررها دايما .. كل التحديات اللي انتوا شايفينها دية بسيطة جدا داخليا وخارجيا .. ولكن اللي مش بسيط عندي والذي بتوقف أمامه ودايما أكرره هو .. (وحدتكم انتم يا مصريين) طول ما انتم واقفين على قلب رجل واحد كل اللي انتوا بتشوفوه ده وشوفتوه خلال الـ الثلاث سنين ونصف لا يساوي شىء”.
وأضاف الرئيس :” أن العالم كله مندهش منكم عشان الاصطفاف ده .. ازاي كل ده يحصل للمصريين وهم ساكتين كده .. وكل الشغل اللي بيتعمل عشان يكسر ده .. ما ينفعش أقول دول لا على الهواء”.
وردا على سؤال بالرد وأخذ الحق ممن يقوم بالإساءة لمصر، قال الرئيس السيسسي: ” مش أنا الذي هجيب حققوا انتوا اللي هتجيبوا الحق ده عارف بأيه .. بالصمود والنجاح .. والذى بيعمل الشغل ده أمامكم عايز يهدكم .. يبقي تنتصرعليه بأيه .. بأن أنت بتكبر وتنمو وبتبني وتتقدم للأمام”.
واختتم الرئيس حديثه بالقول إن :” المعركة ليست معركة رئيس أو حكومة ولا جيش وشرطة ولكن هي معركتنا كلنا .. لو كلنا واقفين أيد واحدة .. واللي سوف هيتعمل في مصر .. بكره تشوفوا .. أنا مش بقول الكلام ده عشان ارفع به معنويات الناس .. لا والله .. انا بتكلم لأني أكثر واحد شايف أيه اللي بيتعمل .. لأنني بجمع كله أمامي سواء من الشر أو من الخير اللي بيتعمل”.
